حذر الشيخ محمد حسان من فصل الدين عن السياسة، مؤكداً أن الإسلام شامل
السياسة، والدين هو دين ودولة، متسائلا: كيف يكون للإسلام حكم فى اللحظات
التى يقضيها الإنسان فى دورة المياه "الحمام" ولا يكون له حكم فى كل جزئية
فى حياتنا، قائلا: "علينا أن نكون على حذر من الدعاوى التى تدعو لفصل الدين
عن السياسة، فعلماؤنا بالإجماع يعرفون الخلافة الإسلامية على أنها حراسة
الدين وسياسة الدنيا به".
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة بعنوان "لا تلبسوا الحق بالباطل" بمسجد المدينة
المنورة بحدائق الأهرام بمحافظة الجيزة، والتى حضرها آلاف من المصلين،
والتى شهدت واقعة أصابت بعض المصلين بالاستياء، من خلال قيام ائتلاف شباب
حدائق الأهرام والمنظمين للخطبة من الداخل والخارج بمنع العشرات من المصلين
أكثر من مرة لحضور خطبة الشيخ حسان من خلال غلق أبواب المسجد فى وجوههم.
وشرح الشيخ حسان عنوان الخطبة التى تتضمن 3 عناصر، أولها "اللبس" ويعنى عند
العرب خلط حقه بباطله، ثانيا "الحق" ويقوم على الثبات والصحة والوجوب،
وثالثا "الباطل"، وهو عند العرب ضد الحق.
ودعا حسان الأمة الإسلامية إلى الاحتكام للشريعة الإسلامية وليس إلى العقل
فى ظل اعتقاد كل طرف أنه على حق، وذلك فى حال رغبة الكل للوصول إلى الحق
بميزان القرآن والسنة، وهذا لا يعنى التقليل من شأن هذا العقل الذى رفع
القرآن والسنة من شأنه، لكن الإسلام لا يجعل من العقل حاكما على الشرع.
وأكد حسان حرب الباطل على الحق لها صورتان لا ثالث لهما، الأولى لبس الحق
بالباطل والثانية كتمان الحق، لافتا إلى أن الثانية لا تستطيع أى قوة على
الأرض أن تكتمها أو تحجمها حتى وإن كان ذلك لمدة من الزمن، أما الأولى فهى
أخطر سبل الإضلال عن الحق فى كل زمان ومكان، مستشهدا بالمرتدين بعد وفاة
الرسول "صلى الله عليه وسلم" الذين لبسوا الحق بالباطل فقالوا: "كيف ندفع
الزكاة ونطيع أحدا طالما مات الرسول "صلى الله عليه وسلم"، فلا طاعة لأحد
علينا ولا لأحد زكاة علينا"، مشبههم بمن يتهمون القوات المسلحة بالخيانة،
واصفا لبس الحق بالباطل كمثل دس السم فى العسل، كما شبه.
وانتقد حسان 3 أمور تتعرض لها مصر الآن، الأول من سماهم بـ"النخبة" الذين
يلبسون الحق بالباطل رغم علمهم بالحق فمرة يطعنون فى فصيل إسلامى ومرة أخرى
فى فصيل آخر ثم فى العلماء ورموز الإسلام، رغم أنهم يعلمون أن الإسلام
منهج ربانى وتعميم هذا يهدف إلى الطعن فى الإسلام.
أما ثانى الأمور التى انتقدها حسان هم الذين اتهموا الجيش والمجلس الأعلى
للقوات المسلحة بالتباطؤ والخيانة والذين يريدون إشعال الفتنة الطائفية،
بالإضافة لإعلام الإثارة وهم كذلك يلبسون الحق بالباطل والصدق بالكذب
والخير بالضلال، مؤكدا أن الأمر يحتاج إلى بصيرة وعلم بحجم المؤامرة التى
تدبر الآن على الإسلام ومصر، أما الأمر الثالث فانتقد حسان الذين يدعون
للاعتصامات وكذلك طلاب العلم فى مختلف التخصصات الذين يريدون ترك دراستهم
سواء فى الطب والهندسة والعلوم لكى يكونوا مشايخ وأيضا الذين يريدون تغيير
الدستور والقانون دون تغيير أنفسهم، مطالبهم جميعا بضرورة تغيير أنفسهم لكى
يتم بناء مصر وكذلك ليتم نصرة الحق على الباطل من خلال الشهادة العملية
للحق على أرض الواقع بأن يرفض الرشاوى والمعاصى وكل أعمال الشر، وكذلك أن
يبلغ الحق لغيره، وهذا واجب على كل مسلم ينادى بالتغيير، فلا قيمة لتغيير
الدستور دون أن يغيروا أنفسهم.