أكد المجلس العسكري المصري أن هناك مخططاً ممنهجاً لهدم الدولة واستمرار
الانفلات الأمني والتشكيك في القضاة، ثم الاشتباك مع القوات المسلحة
وإظهارها بممارسة العنف.
وقال اللواء عادل عمارة، مساعد وزير الدفاع عضو المجلس الأعلى للقوات
المسلحة، في مؤتمر صحافي عقده اليوم الاثنين لشرح ملابسات أحداث مجلس
الوزراء التي بدأت يوم الجمعة الماضي، إن المخطط مستمر حتى الآن لحرق مجلس
الشعب، حيث تجمعت مجموعات كبيرة في ميدان التحرير للشروع في ذلك.
وعن الفتاة التي أظهرها فيديو وجنود يسحبونها على الأرض ما أدى لتعريها من
ملابسها ثم ضرب أحدهم بحذائه على صدرها، أكد أن تحقيقات تجري حالياً بشأن
ذلك، مضيفاً "لكن لابد من معرفة الظروف المحيطة بالحادث".
وأكد أنه يجب ألا يتصور أحد أن ضبط النفس من قبل الجيش ضعف، ولكنه إدراك
لخطورة الموقف، لكنه يظل بمنشآته خطاً أحمر، واصفاً التقارير التي تحدثت عن
استخدام العنف ضد المحتجين بأنها ادعاء باطل لا أساس له من الصحة.
استبعاد العنف
وشدد على أن الجيش لن يستخدم العنف ضد المتظاهرين، محذراً من أن هذا الأسلوب لن يستمر مع مَنْ يخرب مصالح الدولة.
وقال عمارة إن بعض وسائل الإعلام تعمل ضد مصالح الوطن بالكذب والتضليل وليّ
الحقائق، وتقوم بتطبيق خاطئ للديمقراطية، مضيفاً أن المجلس العسكري مع ذلك
لن يقدم على اتخاذ إجراءات استثنانية ضدها.
وأوضح أن ما شهدته مصر في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية خيّب ظن
البعض ممن راهن على عدم قدرة القوات المسلحة والشرطة على تنظيم
الانتخابات، فبدأ في إثارة الفتن وتنظيم مخطط لحرق الوطن، وذلك لمنع أولى
خطوات الديمقراطية ونحن على أعتاب برلمان وطني منتخب.
واستطرد اللواء أركان حرب عادل عمارة أن "ما تحمّله الضابط والجندي المصري الشجاع من بداية الثورة حتى الآن حملٌ تنوء به الجبال".
ثم شرح مسار الأحداث منذ ليل الخميس الماضي، موضحاً أن القوات المتواجدة
لتأمين مجلسي الشعب والشورى لم تتعرض للمتظاهرين منذ بداية التظاهر أمام
مجلس الوزراء رغم محاولات الاستفزاز وضبط النفس، وذلك لتفويت الفرص على من
يريد بمصر الشر.
سلمية التظاهر
وتساءل عمارة: "كيف ندّعي سلمية
التظاهر ثم نمنع دخول رئيس الحكومة لمبنى مجلس الوزراء"، مؤكداً أن الجنود
يتعرضون لاستفزاز مقصود، وتم قطع رجل جندي بالسلاح الأبيض.
وقال إن قوات تأمين مجلسي الوزراء والشعب تعرضت لقصف طوب متصل وإهانة ليل الخميس وقصف بقنابل المولوتوف وأنابيب البوتجاز.
وأضاف أن المولوتوف يتم تجهيزه في أماكن معينة بميدان التحرير، حيث تقوم دراجات نارية "موتوسيكلات" بجلب البنزين من محطات البترول.
وواصل عمارة بأنه تجمع صباح الجمعة 1500 متظاهر أمام مجلس الشعب بنفس
الطريقة المتعمدة للاستفزاز، ثم تم حرق مبنى بولاق أبوالعلا وحرق سيارات
وأجهزة تكييف وزارة الطرق والكباري، وغرفة كهرباء مجلس الشعب، ثم اتجهت
مجموعة أخرى إلى مبنى وزارة الداخلية، وحطموا الكاميرات أمام مجلس الوزراء
حتى لا تسجل شيئاً، وكسروا الأسوار الحديدية لمجلس الشعب.
وقال عمارة إنه عقب ذلك قام 300 متظاهر باقتحام مجلس الشعب وبدأوا يحرقون
فيه بالطريقة الممنهجة، بأن يأتي أطفال معهم المولوتوف ويضعونه في النوافذ
فتشتعل ثم يأتيهم إمداد آخر.
وأشار إلى أنه لو استخدم المدافعون عن مجلس الشعب الأسلحة لكانت الخسائر كارثية، رغم أنه حصلت خسائر كثيرة في أفراد الجيش.
وأضاف أنه ليلة السبت "كسروا سور مجلس الوزراء باستخدام المطارق ونهبوا
مبنى وزارة النقل من خزن ووثائق وأشعلوا باقيه"، مشيراً إلى أنه "لو فرد
مصري اصيب او قتل هو مصري حتى لو كان من البلطجية".
واستطرد عمارة قائلاً: "يوم السبت الساعة 2 وبشكل يأسف له كل مصري حر ووطني
أشتعل حريق في مبنى المجمع العلمي المصري. كارثة سيحاسبنا عليه التاريخ.
المجمع أنشئ سنة 1798 وحافظ عليه الأجداد لنحرقه نحن بما يحويه من حوالى
200 ألف مخطط وكتاب نادر. فقدت مصر أغلى ما تملك ومنها مخطوطات نادرة من
قرنين. وحرق كتاب وصف مصر".
ثم أشار إلى احتكاك أفراد بعربات الجيش في طريق صلاح سالم، ورصد رسائل على فيسبوك بالتوجه لمحطة كهرباء شبرا الخيمة.
وأضاف أن هناك "وسائل إعلام تساعد على تخريب الوطن، ولو سقطت وزارة الداخلية ستسقط كل مديريات الأمن وقد حدث احتكاك طويل لتنفيذ ذلك.
أما بالنسبة لليوم الاثنين فقال عمارة: "الحمد لله أقيمت الموانع من الجهتين. ومازالت هناك المناوشات الكثيرة".
وأضاف أنه "كان هناك تجهيز وإعداد أدوات التخريب في أماكن بعينها في ميدان
التحرير، وأن الأطفال مجهزين بخوذ لكي يدخل في حرب مع الجنود.. استخدام
الأطفال عن طريق توزيع المخدرات. والقوات المسلحة لا تقول شيئاً من فراغ.
هذه الدلائل ستذهب للنائب العام بالإضافة إلى منع عربات الاطفاء".
عمارة: لن نتخذ إجراءً استثنائياً ضد وسائل الإعلام
وأشار عمارة إلى ما يقوله البعض من أنه "ليس هكذا تدار الأوطان.. فهل تدار الأوطان بحرقها؟".
وأضاف "بلطجية ومدمنو مخدرات وأطفال الشوارع.. هل هانت علينا مصر حتى نضع المخدرات للشعب مقابل مصالح شخصية؟".
وأكد عمارة أنه "سيتم التحقيق في ما نشرته وسائل الإعلام. مشهد الفتاة حصل ونحقق فيه. اسألي الظروف التي حصل فيها ذلك".
وأكد أن "القوات المسلحة ليس في تدريبها ولا أسلوبها في التعامل أن تكون
هناك منهجية في استخدام العنف. نتعامل بضبط نفس يحسدنا عليه الجميع وليس
ضعفاً وإنما ادراك لمصالح الوطن".
وطلب عمارة من وسائل الاعلام أن تتقي الله في الوطن وأن تدرك الحقيقة أن
مصر في خطر، قائلاً: "لن نتخذ إجراء استثنائياً، ولكننا نطبق القانون وندعو
الجهات المعنية بتفعيل ميثاق الشرف الصحافي والإعلامي".
واختتم عمارة حديثه قائلاً: "أشتم الرائحة بأن هناك عناصر تحرض من أي مكان
سواء من إعلام أو غير إعلام. كل هذه المعلومات لدى جهات التحقيق وأرجو من
هذه الجهات سرعة الإعلان عن ذلك، ولكن لا أستطيع أن أقول للنائب العام أظهر
ما عندك قبل اكتمال التحقيق".