ليس من العدل أبدا أن تتجاهل الأحزاب الليبرالية
المصرية موجة التصريحات المتزنة والعاقلة، التى تصدر يوميا عن رموز تيار
الإسلام السياسى فى مصر، فقيادات الإخوان والجماعة الإسلامية وكبار دعاة
السلفية يشاركون يوميا بالرأى فى الصحف، وفى التليفزيون، وفى ميدان
التحرير، ويطرحون أفكارا تؤكد أن أيا منهم لا يريد أن ينتزع الحكم منفردا
فى مصر، وتبرهن على أننا أمام حالة ثقافية وطنية تستند إلى المرجعية
الإسلامية، ولا تخطط أو تدبر أى نوع من المؤامرة على الآخر، أو الانقلاب
على الدولة المدنية.
على العكس تماما، تصريحات رجال مثل عبدالمنعم أبوالفتوح، أو حازم صلاح
أبوإسماعيل، أو فضيلة الشيخ محمد حسان، أو المفكر الدكتور سليم العوا، كلها
تشير إلى أننا أمام (رجال دولة)، دولة بالمعنى الديمقراطى، أى أنهم يقدمون
المصلحة الوطنية على ما دونها من مصالح، ولا يتحزبون وراء أفكار ضيقة
حزبيا أو تنظيميا.
وإن كانت القوى الوطنية تعمل وفق هذه الرؤية الوطنية، وتقدم الحلول الشاملة
للبلد، فى نفس الوقت الذى تقدم فيه خدمات جليلة للمواطنين فى القرى،
والأحياء الفقيرة، فإن استمرار حالة التخويف الأخرق من التيار الإسلامى
ليست سوى عبث، وجهالة من بعض متطرفى الليبرالية الذين لن يخدموا فى النهاية
إلا مصالح أعداء هذا البلد.
مصر تحتاج إلى كل القوى، وكل الأفكار، وكل الأيدى، لترفع هذا الإرث الثقيل
لسنوات الاستبداد، ولا يجوز أن يعامل بعضنا الآخر بالاستبداد نفسه، أنصتوا
إلى تصريحات رجال التيار الإسلامى، ورموز الدعوة السلفية، لتعرفوا أننا
أمام مناخ جديد، وفكر مختلف، وحالة وطنية غير مسبوقة فى التاريخ.
أنصتوا إن كانت مصر هى الغاية، وليست المصالح الحزبية الضيقة.