ما هي نهاية إصرار البرادعي وموسى وصباحي على التصعيد.. هل يتوقعون أن الرئيس وجماعته سيتنازلون بسهولة عن حقهم الشرعي في الحكم بمقتضى الصناديق المعترف بها في العالم كله والتي لا يجوز الانقلاب عليها إلا عبر الانتخابات بعد انتهاء مدته كما أوضح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رغم رفضه للإعلان الدستوري ومسودة الدستور.
المؤكد أن ما يعلنونه في مؤتمراتهم الصحفية هو إصرار على القتال، وأن لديهم اطمئنانًا إلى قدرة جيوش البلطجية على الانتصار لهم وتحقيق أهدافهم، بداية من إشعال الحرائق واقتحام البيوت ونشر الرعب في كل مكان وتهديد حياة المحايدين والمناصرين للإعلان الدستوري والباحثين عن الاستقرار. البعض من الطرف الآخر تصلهم تهديدات الآن بأنهم مستهدفون داخل بيوتهم وبين أهلهم وأطفالهم.
بالتأكيد ليست هذه هي الحضارة التي حملها إلينا الدكتور محمد البرادعي من غربته، ولا هي خبرة 30 سنة من العمل السياسي بالنسبة لعمرو موسى. وإطعام الشعب الذي ينادي به حمدين الصباحي لن يكون بإضرام النار في أرض مصر وممتلكاتها ولقمة عيشها.
كل الخلافات السياسية تحل بالحوار، لكنهم يرفضون ذلك بإصرار مستميت. اللاءات تسبق مؤتمراتهم وبياناتهم الصحفية اليومية. لك أن تتوقع أي مؤتمر صحفي لجبهة الإنقاذ التي صارت جبهة للحرائق ونشر الرعب.
المواطنون البسطاء وبائعات الجرجير الذين طاردوا البرادعي بالطوب وأجبروه على أن يلوذ بإحدى العمارات عندما كان يدلي بصوته في استفتاء 19 مارس، كانوا أكثر وعيًا منّا بأهدافه وضميره الداخلي وما يضمر له.
وها هو يكشف عن دواخله ويبوح بما في نفسه وتنسل من يده خيوط مؤامرة كبيرة. الله وحده أعلم بما سننتهي إليه مع تحول البرادعي إلى قنبلة نووية من النوع الذي كان مسئولًا عن مقاومته إبان ترأسه للوكالة الدولية.
لا ننسى أنه مسئول عن تدمير العراق. والذي لا قلب له لا فرق عنده بين العراق وبين بلده الذي يحمل جنسيته ويزعم أنه يدافع عن حق أبنائه في الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.
لا حرية ولا عدالة ولا كرامة إنسانية في العراق ولكنه الموت الذي يرافقك في الطريق وعلى السرير، وهذه كانت هدية البرادعي لهم وهي ذاتها هديته إلينا.