الاطفال الذين تقل اعمارهم عن عام فينبغي توفير اغذية غنية بالفيتامينات
كالفواكه الطازجة او المجمدة او المعلبة. فاذا تم اختيار الفواكه المعلبة
اوالمجمدة فينبغي اختيار الفواكه غير المحلاة، اضافة الى استخدام الفواكه
المطبوخة: مثل الموز والمشمش والاجاص والخوخ فهي فواكه سهلة الهضم والخوخ
يفيد الاطفال المصابين بالامساك. وينبغي الحذر من اعطاء الطفل اي نوع من
الفواكه التي تحتوي على انوية صغيرة، وينبغي في اية عملية مراعات غسل
الفاكهة بشكل جيد، وبالنسبة للعصائر الطازجة فهي افضل من مشروبات الفواكه
المعلبة او مشروبات بودرة الفواكه اذ ان مشروبات بودرة الفواكه تكون عادة
ذات نكهة صناعية ومادة محلية، اما مشروبات الفواكه فهي تحتوي على 10% فقط
من العصير الطبيعي.
* ماذا بالنسبة للخضار والبيض واللحوم؟
ـ يمكن الاستفادة منها جميعا فالخضار مثل الجزر، القرع، السبانخ،
الفاصوليا، البازلاء ، البطاطا الحلوة او البيضاء والشوندر يمكن استخدامها
طازجة او مجمدة او معلبة، والقرنابيط والشلغم واللفت يجب طهيها في وعاء
مفتوح للتخلص من الطعم القوي ويمكن التعويل على الخضار المعلبة مثل
البازلاء اذ انها تحتوي على كمية معقولة من الملح. وينبغي مراعاة بالنسبة
للخضار الطازجة باضافة قليل من الماء حتى تصبح طرية. اما عن البيض فعادة لا
يعطى بياضه لمن هو دون السنة الاولى، لانه قد يسبب مشاكل للاطفال، لكن
صفار البيض والذي يعد مصدرا جيدا للحديد وعناصر غذائية اخرى، يمكن تناوله
مسلوقا وهو الافضل. اما بالنسبة للحم والسمك فينبغي طبخه دون اضافة الملح
او الدهن. وقبلها ينبغي ازالة العظام والغضاريف. والافضل ان تفرم بالخلاط
وجعلها متجانسة لتناسب اعمارالاطفال حتى عمر 9 اشهر.
* هل هناك اطعمة تساعد على تسنين الطفل اي اخراج اسنانه اللبنية بسهولة؟
ـ الطفل تلقائيا يقوم بمضغ شيء ما للمساعدة في التسنين، ويبدو ان قطع
الويفر الصلبة التي لا تتجزأ هي الافضل من اجل التسنين، كما يعتبرالخبز
المحمص او قطع البسكويت الصلبة جيدة ايضا للتسنين، ينبغي بهذا الخصوص عدم
استخدام الحلويات مثل الجكليت ومايماثله للتسنين، فهو يضيف سعرات اضافية
ويمكن ان يسبب تسوس الاسنان بل ويجب ان لا تستخدم السكاكر والحلوى كوسيلة
لاسكات الطفل حينما يكون غير هادئ " اي منزعجا". للاسف البعض يسعي في
اعطاء الاطعمة الصلبة لاسراع عملية التسنين و اضافة الغذاء الصلب في
الاشهر الثلاثة الاولى وهذا الفعل قد ينجم عنه الاصابة بالحساسية،اذ انّ
الاطعمة شبه الصلبة عادة ما يوصى بها للرضيع البالغ من العمر حوالي ستة
اشهر، فيمكن في هذه الفترة استخدام الطعام المحضر تجاريا او المحضر منزليا
ويكون لينا وفي الشهر التاسع يمكن تقديم اغذية ذات الياف.
وعلى الام تقديم الطعام الجديد للطفل بشكل تدريجي والعمل على خلط الطعام
الصحي مع الحليب حتى يصبح الطعام الجديد اسهل للتناول، ويمكن اضافة بعض
سوائل الطبخ الخالية من التوابل او عصير الفواكه، وتجنب اعطاء الطفل
العصير او بعض الخلطات في "الرضاعة" كبديل عن المصاصه لينام، فبعد ان ينام
الطفل تبقى "الرضاعة" في فمه مما يعني تجمع الطعام في الفم لمدة طويلة مع
وجود السكر الموجود طبيعيا في الحليب والعصير، مما يؤدي الى تسوس الاسنان
القادمة وعلى كل حال فخلال الشهر الخامس او السادس تكون حركة اللسان
والابتلاع متناسقة، وبالتالي يكون الطفل جاهزا لتناول الطعام بالملعقة. كما
انه بامكان الطفل في هذه المرحلة ان يشرب مباشرة من الكوب، لتبدأ الاسنان
بالظهور تدريجيا بين الشهر السابع والتاسع، وفي هذه المرحلة يمكن اعطاء
الطفل الاطعمة اللينة والقابلة للمضغ،كما سيكون بامكانه فيما بعد استخدام
اصابعه لتناول الطعام ويتمكن بعدها بتعلم استخدام ادوات الاكل وهكذا.
* بعد ان يكتمل الطفل سنته الاولى هل هناك اجراءات غذائية مختلفة؟
ـ بالتاكيد فان نوع الاغذية تختلف تبعا لاختلاف الاعمار ومادام الطفل تجاوز
السنه الاولى من عمره فينبغي تهيئة انواع اخرى من الاغذية، فمنذ عمر السنة
وما بعدها يمكن البدء باعطاء الطفل طعام العائلة العادي مع التذكير بانه
من المفضل عدم اعطاء الطفل حليب البقر قبل عمر السنة خاصة للاطفال الذين
ينحدرون من عائلة فيها سوابق للحساسية مثل الربو و الرشح التحسسي، ان اطعام
الطفل بالشكل الصحيح ليس بالامر السهل دائما ،فيكون الوالدان الاقدر على
الحكم في تحديد موعد ونوعية الطعام الذي يجب ان يتناوله الاطفال ولكن
الاطفال انفسهم هم الاقدر حكما على تقدير الكمية التي ينبغي ان يتناولوها..
وهذه نقطة مهمة ينبغي على الوالدين الانتباه اليها وكذلك المهتمون بتغذية
الاطفال والقائمين على رعايتهم في تقديم مجموعة متنوعة ولذيذة وصحية من
الاطعمة ولا مانع من المغامرة في هذا الخصوص.
* ماذا لو امتنع الطفل من تناول الغذاء كيف يتم التعامل في مثل هذه الحالات ؟
ـ هناك نقاط مهمة اسمح لى ان اقف طويلا عليها فاذا كان طفلك يشتكي ويتذمر
من الطعام الذي يقدم اليه فينبغي ان يتناول اولا ما يرغب به من الاطعمة
الاخرى الموجودة في الوجبة فاذا كان الطفل لا يستطيع التصرف بشكل لائق
اثناء الوجبة فينبغي ان يطلب منه الذهاب الى غرفته لحين انتهاء موعد تناول
الطعام وعدم السماح له بتناول طعام آخر او حلوى او فاكهة حتى يحين موعد
الوجبة القادمة. اما اذا كان طفلك مغرما بتناول انواع محددة من الطعام مثل
الخبز ، البطاطا ، المعكرونة والحليب فيتطلب عنده عدم الضغط عليه لتناول
انواع اخرى فان الاهتمام الزائد بالعادات الغريبة في تناول الطعام انما
تعزز ميل الطفل الى انواع محددة من الطعام .. انما يتطلب تقديم انواع
مختلفة من الاغذية دائما وتشجيعه على تناول هذا النوع الاحمر او الاخضر او
الاصفر من الطعام ففي النهاية لا بد ان يميل الطفل الى تجربة نوع آخر من
الطعام ، اما اذا كان الطفل يرفض تجربة انواع جديدة من الطعام عندها
يستدعي الامرالى تقديم الانواع الجديدة المتنوعة على مر الوقت ولربما
تحتاج الام الى محاولات عديدة قبل ان يرضى طفلك في تجربة نوع جديد وربما
تحتاج الى احضار الكثير جدا من الطعوم والاشكال المختلفة قبل ان يصبح
الطفل مستعدا لتجربة طعام جديد او يحبه والمهم الا تجبري الطفل على تناول
اي طعام جديد بشكل مباشر.
* ما النصائح المقدمة للام لتشجيع طفلها على تناول الغذاء؟
ـ ان تدع الطفل يختار بنفسه ما يشاء من الطعام الصحي الموجود ،وان لا تقلق
اذا تخلى طفلك عن احدى الوجبات او كان اختياره لنوع غير عادي من الطعام ،
اذ اعتاد الكبار على النظر الى عادات الاطفال الغريبة في تناول الغذاء على
انها مشكلة حقيقية ولكن للطفولة عادات غريبة احيانا والخوف او رفض تناول
نوع جديد من الطعام او اي تحد آخر يبديه الطفل هو جزء طبيعي في مراحل تطوره
ونموه . فلا حاجة للقلق اذا تخلى الطفل عن احدى الوجبات او رفض تناول
الخضار او رفض طبق الطعام المخصص له .. فالمهم هي الفكرة العامة وهي تقديم
مجموعة منوعة من الطعام اللذيذ والصحي والمغذي ومع مرور الوقت سيحصل الطفل
على كل العناصر المطلوبة لنموه وتطوره بالشكل الطبيعي .. ان وجود مجموعة
متنوعة من الاطعمة وان يكون الوقت المخصص لتناول الوجبات وقتا مريحا ومليئا
بالسعادة هي المكونات المهمة لطفل يتناول غذاءه بشكل صحي وسليم .. كما
يفضل الاطفال غالبا استخدام الطاولة لتناول الغذاء كتعبير عن استقلاليتهم
فليس الطعام وحده هو الامر المهم في مسألة التغذية .. وليست عملية التغذية
الا طريقة اخرى يتعلم الطفل من خلالها امورا جديدة عن الحياة، الشىء الاهم
ان النشاط الجسدي بالاضافة الى الغذاء المناسب يعزز صحة طفلك مدى الحياة
..اذ ان اللعب بنشاط هو التمرين الافضل بالنسبة لجميع الاطفال ويمكن
للابوين ان يشاركوا اطفالهم ويمرحوا معهم ايضا . ومن الالعاب التي يمكن ان
يشارك فيها الاهل اطفالهم هي الاراجيح وركوب الدراجات الهوائية ثلاثية
العجلات والقفز بالحبل واللعب بالطائرة الورقية في الهواء الطلق والسباحة
في الماء النظيف، سيفتح رغبة الطفل الى الطعام عندها ستكون الفرصة سانحة
للابوين لاستغلال اللحظة المناسة لترغيب الطفل على الاغذية المفيدة والغنية
بالفيتامينات والبروتينات.