وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً " ﴿11﴾ الإسراء
الدعاء لله يكون جميلا اذا قصد به الإنسان العبودية والذلة لله، أما الإجابة فهى إرادة الله، فإذا اعتبر الداع ان دعاءه يجب أن تتحقق به الإجابة فهو لا يقدر الأمر حق قدره لذلك يقول الله فى الحديث القدسي: ( من شغله ذكرى عن مسألتى أعطيته أفضل ما أُعطى السائلين).
وقد يدعو الإنسان ربه ويقول فى نفسه لقد دعوت ربي فلا يستجب لى؟ ، دون أن يدرك أن الله يقدر للإنسان ما ينفعه، فمن الخير للبعض ألا يُجاب الى ما طلب، لما فى ذلك من خير لا يدركه، أو أنه لا فضل له أن يجاب الى هذا الطلب فى وقت لاحق. وقد يحجب الله الإجابة عن الإنسان لأنه إن اعطاه فإنه يعطيه خير الدنيا الفانية، والله يريد أن يبقى له الإجابة الى خير الباقية، وهذه إرتقاءات لا ينالها إلا الخاصة من الناس.
عملك للآخرة يشمل جميع مقومات حياتك
" مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا " ﴿18﴾ الإسراء
" وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا " ﴿19﴾ الإسراء
إذن: فمن أراد الدنيا عليه أن يعمل لينالها ويمنحه الله فى دنياه جزاء عمله، لأنه عمل هذا العمل إبتغاء الشهرة مثلا الثراء أو المنصب أو الجاه وبحصوله على ما يريد لا يكون له نصيب من الآخرة.
أما من أراد الآخرة فعليه أن يعمل لأن الله أمره بالعمل والإجتهاد وتعمير الأرض. أى: أن يعمل إبتغاء وجه لله وطمعاً فى رضاه ونوالاً لجنته التى وعد المتقين، وخوفاً من غضبه، وهروباً من عذابه، واتقاءً لناره التى توعد بها الكافرين والعاصين والمشركين. وعمل المؤمن للآخرة ليس هو العبادات فقط، وإنما يشمل جميع مقومات الحياة بشرط أنك يكون دافعه الإيمان.
كل الموجودات تنبض بالحياة
" وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا " ﴿44﴾ الإسراء
كل الموجودات فى ملكوت الله الكبير تنبض بالحياة، وإن اختلفت أشكال الحياة من موجود إلى آخر بإختلاف طبيعتها.
"ولولا إذ دخلت جنتك قلت ماشاء الله لاقوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالاً وولدا " 29 الكهف
لا يجوز أن تلهى النعمة الإنسان عن المنعم، وينشغل بها وينسى المعطى، وإنما عليه أن يستقبلها إستقبال الشاكر للمنعم على ما منحه الله وأعطاه.
d][/color]