وافق مجلس الشعب المصري مساء الثلاثاء بأغلبية 308 أعضاء
من أصل 440 على قرار الرئيس حسني مبارك بتمديد العمل بحالة الطوارئ لمدة
سنتين، وبذلك سيستمر سريان القانون اعتبارا من أول يونيو/حزيران المقبل،
حتى نهاية مايو/أيار 2012.وجاء ذلك بعدما أحال أحمد فتحي سرور،
رئيس مجلس الشعب، إلى اللجنة العامة قرار مبارك بتمديد حالة الطوارئ لمدة
سنتين للموافقة عليه. فيما تظاهر عدد من الأحزاب والقوى السياسية أمام
البرلمان معلنين رفضهم لقانون الطوارئ، بينما اعتبر تنظيم "الإخوان
المسلمون" أن القرار جاء لمواجهة أحزاب المعارضة، وعلى رأسها "الإخوان."
وقال سرور إن رئيس الحكومة، أحمد نظيف، أخطره بالقرار الذي
يقتصر تطبيق أحكامه على "مواجهة أخطار الإرهاب وتمويله وجلب المواد المخدرة
والاتجار بها، فضلا عن اتخاذ التدابير اللازمة للمحافظة على الأمن العام
لمواجهة هذه الأخطار دون غيرها."
وقد دعا سرور اللجنة العامة للاجتماع العاجل بعد انتهاء الجلسة
التي تخللها إلقاء نظيف بيانه عن تمديد حالة الطوارئ وإصدار تقرير عنه
يناقشه المجلس في جلسة ثانية.وكان نظيف قد قدم في بيانه الثلاثاء، مبررات تمديد العمل بالقانون،
قائلاً إنه "وقى مصر من مخاطر الإرهاب ووأد الكثير من الجرائم الإرهابية في
مهدها وأبطل مفعولها،" وفقاً لما أعلنته هيئة الإذاعة والتلفزيون.
وأكد نظيف أن تطبيق الأحكام المترتبة على التمديد "ستقتصر على
الجرائم الإرهابية والمخدرات،" متعهدا بتطبيق الضمانات التي نص عليها
الدستور والقانون عند تطبيق قانون الطوارئ وتحت الرقابة الكاملة للقضاء.
من جانبه، قال مفيد شهاب، وزير الشؤون القانونية والبرلمانية،
أن تطبيق قانون الطوارئ "سيقتصر على الإرهاب وتهريب المخدرات"، موضحا أن
نظيف "وعد بأن تكون هناك بعض التغييرات" لدى التصويت على تمديد العمل
بقانون الطوارئ الساري في مصر منذ عام 1981.
ويأتي طلب تمديد قانون الطوارئ فيما تستعد مصر لاستحقاقين
سياسيين مهمين، هما الانتخابات التشريعية في الخريف المقبل والانتخابات
الرئاسية في صيف 2011.
وتزامن إقرار القانون مع تحركات للمعارضة على مقربة من
البرلمان، معترضين على ما وصفوه بـ"تمديد فرضه منذ ما يزيد عن ثلاثين
عامًا، صودر خلالها كافة الحقوق والحريات العامة للشعب."وشارك في التحرك ناشطون من تنظيم "الإخوان المسلمون" وحركة "كفاية"
وأحزاب "الغد" و"الكرامة" و"الدستوري الحر" والجبهة الديمقراطية و"التجمع"،
ولجنة الحريات بنقابتي الصحفيين والمحامين، ونقابة الصيادلة وتجمع
"مهندسون ضد الحراسة" و"أطباء بلا حقوق" و"شباب 6 أبريل."
وكان
تنظيم "الإخوان" أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، قد عبر عن رفضه للقانون،
فقال محمد علي بشر، عضو مكتب الإرشاد، أن ما وصفه بـ"الحصاد المر لاستمرار
حالة الطوارئ" أنتج "الفساد وحالة الاستبداد وانسداد للحياة السياسية لا
تخطئه العين."
واعتبر أن الهدف من قانون الطوارئ هو "شلُّ حركة الأحزاب
السياسية والقوى الوطنية، ومن ضمنها جماعة الإخوان المسلمين التي تعاني من
المحاكمات العسكرية،" وفقاً للموقع الرسمي للإخوان.