معارضة "طز" الإخوانية!

فراج إسماعيل

المعارضة المصرية وفي المقدمة "الاخوان" غاضبون لأن الرئيس أوباما اختار بلدهم لكي يلقي منها خطابه المنتظر إلى العالم الإسلامي!

التبرير الجاهز، أن ذلك بمثابة تخل عن دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومساندة لنظام الرئيس مبارك.

الكثيرون خارج المشهد المصري مندهشون من هؤلاء الغاضبين على تكريم أوباما لبلدهم. والدهشة الأكبر، أن جماعة الاخوان المسلمين التي كانت تعتبر الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عدوها الأول، تترحم الآن على أيامه وسياساته، وتذكرنا بالخطاب الذي ألقته كوندوليزا رايس عام 2005 من القاهرة، وأدانت فيه سياسة الرئيس مبارك تجاه ملف الديمقراطية والحريات.

جورج بوش لم يقدم لهم شيئا سوى تهميش دور مصر، ومع ذلك صار الحبيب الأول. وعندما قدم باراك أوباما اعترافا ضمنيا بهذا الدور القيادي، أصبح عدوهم الأول!
أتذكر في هذا السياق، القولة الشهيرة لمرشد جماعة الإخوان محمد مهدي عاكف "طز في مصر" وأربطها بالغضب الذي شمل مكتب الارشاد بالكامل بمجرد إعلان البيت الأبيض أن الاختيار وقع على مصر لتكون منبر أوباما إلى العالم الإسلامي!

فالجماعة لا تستطيع أن تعزل معارضتها لسياسة مبارك عن قضايا الأمن الوطني. وقفت مع ايران في محاولاتها المستمرة لبسط نفوذها داخل مصر، وشراء مفاصل إعلامية وبرلمانية مهمة للغاية، ورفضت تصديق بيان النائب العام بضبط خلية لحزب الله رغم اعترف السيد حسن نصرالله نفسه، وها هي الآن تعلن على لسان رئيس مكتبها السياسي الدكتور عصام العريان أن "النظام الحاكم سيستغل الزيارة لتعزيز مكانته، وأننا سنسمع من أوباما كلاما حلوا ومعسولا، لكنه لن يكون له أثر ايجابي على أرض الواقع"!

بعد حوار أوباما الشهير مع قناة "العربية" سألت محاوره الزميل هشام ملحم عن الدولة الاسلامية التي سيلقي خطابه المرتقب منها، فتوقع أن تكون العاصمة الاندونيسية جاكرتا التي عاش فيها بعض سنوات طفولته.

يومها تحدثت هاتفيا مع مرشد الاخوان محمد مهدي عاكف مفترضاً أن تكون العاصمة هي القاهرة، فأكد عدم اكتراثهم بأوباما وبالمكان الذي سيختاره، وأن ذلك لا يعنيهم في شيء ولن يقدم أو يؤخر!

وعندما حادثت نائب رئيس الجماعة الإسلامية المصرية (الراديكالية سابقا) الدكتور ناجح ابراهيم، جاء كلامه بمثابة قراءة منطقية هادئة للواقع، وأنهم كحركات إسلامية يجب أن يشجعوا أوباما والبيت الأبيض على مزيد من الخطوات التصالحية تجاه المسلمين، وأن يلتقوه في منتصف الطريق.

للأسف الشديد، سياسة "طز" هي البوصلة التي توجه المعارضة المصرية، ليس الاخوان فقط، بل القوميين والناصريين أيضا، الذين رأينا مؤخرا بعض رموزهم، ومنهم عضو في البرلمان، في مؤتمر بالعاصمة الايرانية خصص للتهجم على السياسة المصرية!
هؤلاء القوميون – كما الاخوان – لا يجدون بأسا في مساندة العنصرية الفارسية إذا تعلق الأمر بحكومتهم، ويطلقون ألف "طز وطز" إذا قيل لهم إن ذلك يضر بالمصالح المصرية أمنيا واقليميا ودوليا!

* خاص بـ"العربية.نت"

» "حليب الحمير" أحدث نكهة "آيس كريم" في إيطاليا
» نظام "الكفيل" بالسعودية.. وضعه مصري ورجال أعمال اعتبروه مجحفاً
» حكم بحجب المواقع الإباحية بمصر.. والحكومة تبدي "عجزها"
» أمريكا ليس لها أعداء "لأنها قتلتهم جميعا"
» الكشف عن حالة "أنفلونزا الخنازير" بالقاهرة