قال الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان:"لعنة الله على السياسة التي تجعلنا
نتنازل عن أصولنا وثوابتنا لأن مصر تمر بأزمات، ولكن أزمتها الطاحنة هي
الأزمة الأخلاقية، مستعرضًا قول ريجين الرئيس الأمريكي الأسبق عندما قال:
"أعجب لشعب مصر فهو شعب يسرق من قوته منذ مئات السنين ومازال يعيش".
جاء ذلك خلال المؤتمر الطلابي الذي عقد اليوم بقاعة النيل الكبرى
بجامعة أسيوط، والذي نظمته أسرة الفرسان بالتعاون مع جمعية "معًا نصنع
الحياة" تحت عنوان "معًا نبني مصر"، بحضور الدكتور أحمد عبده جعيص، نائب
رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث.
وأضاف حسان، علينا أن نعلم أننا في سفينة واحدة، ولن يستطيع الإخوان أو
السلفيين أو الليبراليين أو أي فصيل سياسي أو ديني أن يبني مصر وحده، فهي
تحتاج إلى تعاون الجميع، وأن التغيير الحقيقي لا يكون إلا بتطهير النفس
ونبذ روح الكراهية، وإن مصر ليست ملكًا للمسلمين فقط أو النصارى فقط بل هي
ملك للجميع، وإسلامنا لم يكرهنا أو يلزمنا على إكراه غيرنا في الدخول في
ديننا، لقوله تعالي "لا إكراه في الدين".
وأوضح الداعية الإسلامية، أن مصر لن تقوم لها قائمة إلا بسواعد أبنائها
التي تبني وتعمر وبعقول وحكمة شيوخها، فلقد فرقنا الجهل والهوى وحب
المناصب والحرص على الكراسي، وأصبح كل فصيل يرى نفسه الأوحد والمؤهل لحكم
مصر، وكل جماعة وكل حزب يرى أنه الأحق والأفضل، وأصبح الجميع يتسابقون
ويتصارعون على ماينالونه من مصالح ولو كان على حساب الدين.
وطالب حسان، بضرورة تطهير النفس، مما وصفه برؤية النفس، والتي هي من
أخطر الأمراض الفتاكة، التي أصابت المجتمع المصري خلال العام المنصرم،
وتسببت في الفشل للجميع، موضحًا أن كل ما حدث من أيام الثورة وحتى الآن هو
قطع للمجموع الخضري فقط مع بقاء جذور الفساد متغلغلة في أعماق التربة
والصخور والله سبحانه وتعالى "لا يصلح الأمة بالفساد" ولا ينصر الأمم
الفاسدة، وقد حرصنا جميعًا على متابعة شاشات التلفاز الليلية والانترنت،
دون أن نفكر أن نركع لله ركعة واحدة متسائلًا أهذه أمة تعز أو تنصر؟.