لم يتوقع أحد من معجبيه ان تكون نهايته بهذا السوء. فقد كان الدكتور ابراهيم الفقي شعلة نشاط مانحا الآخرين الأمل مادا يده الى الفاشلين ليمنحهم من فكره افاق الحياة الرحبة. وكم استفاد من علمه وموهبته اناس كان يمكن ان تنتهي حياتهم بشكل سلبي.
«ابتعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من طموحاتك بينما الناس العظماء هم الذين يشعرونك أنك باستطاعتك أن تصبح واحدا منهم «.. كانت آخر الكلمات التي كتبها الدكتور إبراهيم الفقى عبر حسابه على موقع «تويتر» والتي تناقلها العديد من النشطاء على موقع «فيس بوك»، قبل ان يغيبه الموت، إثر حريق نشب في مركزه الخاص «مركز الفقى للطب النفسى» بالطابق الثالث وامتد لباقي أدوار العقار الذي يمتلكه الفقى ويقيم به بشارع مكرم عبيد بمدينة نصر، ليلقى حتفه وشقيقته فوقية محمد الفقى ومربية الأطفال التي كانت تقيم معهما.
عُرف الراحل بحبه لعمله وقدرته على جذب انتباه الآخرين، واتسم أسلوبه بالبساطة والقدرة على التحفيز للقيام بأي عمل مهما كانت صعوبته فلديه قدرة غريبة على دفعك للإمام كما يصفه معظم الناس ممن قرأوا كتبه أو تابعوا حلقاته التليفزيونية أو تدربوا تحت يديه في دورات التنمية البشرية، إنه الدكتور إبراهيم الفقي خبير التنمية البشرية والبرمجة اللغوية، ورئيس مجلس إدارة المعهد الكندي للبرمجة اللغوية الذي رحل عن عالمنا اليوم إثر اندلاع حريق هائل بالشقة التي يقيم بها.
الدكتور إبراهيم الفقي خبير التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية ورئيس مجلس إدارة المعهد الكندي للبرمجة اللغوية ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في علم الميتافزيقا من جامعة ميتافيزيقا بلوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية, ومؤلف علم ديناميكية التكيف العصبي وعلم قوة الطاقة البشرية.
له عدة مؤلفات ترجمت إلى الانجليزية والفرنسية والعربية والكردية والاندونيسية، حققت مبيعات بملايين النسخ في العالم ومن أبرز هذه المؤلفات «المفاتيح العشرة للنجاح»، «كيف تتحكم في شعورك وأحاسيسك»، «قوة التحكم في الذات»، و»سحر القيادة» بالإضافة إلى الكثير من المؤلفات الأخرى فضلا عن مواد مرئية من بينها «قوة الحب والتسامح» و»قوانين العقل الباطن» بالإضافة إلى الشرائط السمعية مثل «نجاح بلا حدود».
رجل عصامي
بدأ الفقي حياته بالخارج في غسل الصحون في الفنادق الكبرى، واضعا نصب عينيه أن يصبح مديرا لأحد هذه الفنادق في يوم من الأيام، فقرر الدراسة والحصول على دبلوم في إدارة الفنادق صباحا، والعمل ليلا، حتى أصبح بالفعل مديرا لهذا الفندق وعدة فنادق أخرى وكان بطل مصر السابق في تنس الطاولة، كما أنه مثل مصر في بطولة العالم في ألمانيا الغربية عام 1969.
ومن جانبه، أكد محامي الدكتور إبراهيم الفقي، إيهاب أحمد عباس (47 سنة)، أنه توجه إلى مسكن الفقي في شارع مكرم عبيد قبل صلاة الجمعة أمس، بقصد الجلوس معه قليلاً، إلا أنه فور وصوله العقار شاهد تصاعد أدخنة من داخله، فأسرع بالدخول، وتبين له أن تماساً كهربائياً تسبب في اندلاع حريق في العقار.
وأضاف عباس أنه صعد للطابق الثاني فوجد أن النيران أتت على جزء كبير منه، وتصاعدت ألسنة النيران للطابق الثالث، وأثناء ذلك وجد شقيقة الفقي فوقية (71 سنة) والخادمة الخاصة «نوال» على الأرض، وتبين له وفاتهما، فأسرع بالصعود للطابق الثالث للبحث عن الدكتور إبراهيم الفقي، فوجده مصاباً باختناقات نتيجة الحريق، فحاول إنقاذه.
وأوضح المحامي في أقواله أمام رجال مباحث قسم أول مدينة نصر، أنه أسرع لجلب المياه من الأسفل لإطفاء النيران وإخراج الدكتور، إلا أنه فور صعوده اكتشف وفاته مختنقاً بدخان الحريق، ولم يتمكن من السيطرة على النيران التي أتت على معظم محتويات العقار، وأسرع بالخروج منه، وأبلغ رجال الحماية المدنية.
فيما قالت مصادر مقربة من الدكتور إبراهيم إنه كان يستعد للسفر خلال الأيام المقبلة إلى كندا؛ للاطمئنان على ابنته المريضة، حيث كانت زوجته توجهت إلى كندا منذ ثلاثة أسابيع للبقاء بجوار ابنتها المريضة وشقيقتها التوأم.
شبه وراء موته
وأضافت المصادر أن الدكتور إبراهيم الفقي انتقل إلى المكان الذي لقي مصرعه فيه منذ قرابة العام، والمبنى عبارة عن فيلا مكونة من ثلاثة طوابق، يتضمن الطابق الأول مكاتب إدارية، أما الطابق الثاني فهو عبارة عن قاعتين يلقي فيهما الدكتور إبراهيم محاضراته في مجال التنمية البشرية، أما الطابق الثالث فهو المسكن الذي يعيش فيه الدكتور إبراهيم مع زوجته وأحفاده عندما يأتون لزيارة مصر.
وألمحت المصادر إلى أنها لا تثق في رواية أن وراء الحريق الذي أدّى إلى مصرع الدكتور الفقي وشقيقته والخادمة، تماساً كهربائياً، مشيرة إلى أن هناك خلافات نشبت منذ أيام بين العاملين في منزل الدكتور الفقي؛ ما دفعه لطردهم من العمل لديه، وأنهم توعدوا بالانتقام منه.
من جانبه، أشار مدير أعمال الدكتور إبراهيم الفقي، اللواء أحمد الأتربي، إلى أن النيران لم تأتِ على الضحايا، موضحاً أنهم توفوا نتيجة الدخان الكثيف الذي ملأ العقار؛ وذلك بسبب كبر سنهم جميعاً، فلم يتحملوا الأدخنة وتوفوا إثر اختناقهم بالدخان.
وأفادت التحريات أن الحريق اندلع في الطابق الثاني؛ نتيجة تماس كهربائي في المدفئة، وهو ما تسبب في الحريق، فيما انتقل إلى محل الواقعة فريق من النيابة العامة، الذي أمر بانتداب المعمل الجنائي للوقوف على أسباب الحريق، واستمع إلى أقوال شهود العيان في الواقعة.