ابو اسراء المديـــرالـعــــام
المــود : الجنس : العمر : 41 نقاط : 33725 المشاركات : 1206 المستوى :
| موضوع: أوباما فى مائة يوم الأربعاء 06 مايو 2009, 7:30 pm | |
| بقلم د.منار الشوربجى ٦/ ٥/ ٢٠٠٩رغم انشغال وسائل الإعلام فى أمريكا وخارجها بتقييم المائة يوم الأولى لأوباما فإن معظمها استخدم المعايير التقليدية نفسها التى كانت تستخدم لتقييم سابقيه فعجزت عن رصد واحد من أهم العوامل المرشحة للعب دور مهم فى التأثير على صنع القرار الداخلى والخارجى. وأوباما لم يصل للحكم بطريقة تقليدية حتى يمكن تقييمه وفق المعايير التقليدية. فالرجل لم يفز بالرئاسة وفق حملة انتخابية عادية، وإنما كانت المسألة أقرب إلى الحركة السياسية واسعة النطاق التى وقفت قواها وجماعاتها على اختلافها وراءه وحملته حملاً للبيت الأبيض. وهو أدار حملة ممتازة استخدمت أدوات جديدة فى الحشد والتنظيم، وتعاملت بذكاء مع جيش هائل من المتطوعين، وبرعت فى استخدام تكنولوجيا الاتصالات، بدءاً برسائل المحمول والبريد الإلكترونى ومروراً بالمواقع الإلكترونية المختلفة ووصولاً إلى المدونات، حتى شكلت قاعدة بيانات تضم ١٣ مليون ناخب تتصل بهم بشكل منتظم وتشجعهم على الحركة بين الناخبين دعماً لأوباما.ومن هنا فإن السؤال الأهم الذى تجاهله الإعلام هو ما إذا كان أوباما سيستفيد من ذلك كله لتغيير المعادلة السياسية فى واشنطن بناء على نجاحه فى تغيير الخريطة السياسية خارجها، أم ستهزمه واشنطن بآلياتها والمصالح العاتية التى تهيمن عليها فيتحول إلى رئيس تقليدى؟ والواضح أن أوباما أدرك بعد المعركة الضارية التى دارت بشأن مشروع قانون إنعاش الاقتصاد، التى تكتل فيها الجمهوريون ضده أنه يحتاج إلى نقل الزخم الذى حدث وقت الانتخابات إلى أروقة الحكم. فصار يسعى للتواصل المباشر مع الناخبين دون وسطاء خصوصاً الإعلام، لذلك فهو من أكثر الرؤساء الأمريكيين التفافاً فى المائة يوم الأولى حول الإعلام، فعادة ما يلجأ الرؤساء للالتفاف حول الإعلام بعد أن تنهار شعبيتهم، أما أوباما فقد فعل ذلك فى الشهور التى لاتزال شعبيته فيها تتجاوز الستين بالمائة، فرغم أنه يدلى بتصريحات للإعلام، فإنه يكتب أيضاً مقالات للصحف باسمه، ويجيب أسبوعياً عن أسئلة الناس على مدونة ذات رابط بموقع البيت الأبيض، وأوباما أول رئيس أمريكى يظهر فى برنامج «جاى لينو» الشهير، وعلى غير العادة أيضا فى المائة يوم الأولى، ترك الرئيس العاصمة أكثر من مرة للقاء الجماهير فى مواقعهم ومدنهم، وفوق كل ذلك، تم تحويل الآلة الانتخابية لأوباما التى كانت تتواصل مع الحركة الواسعة التى أيدته إلى منظمة تم إلحاقها بالحزب الديمقراطى لا بالبيت الأبيض - لأسباب قانونية - ومهمتها التواصل مع «حركة» أوباما وتشجيعها على خلق رأى عام مؤيد لأجندة الرئيس.بعبارة أخرى، نحن إزاء فاعل سياسى جديد هو «حركة أوباما» يسعى الرئيس لإعادة تفعيله ليكون سنده فى مواجهة الكونجرس وجماعات المصالح القوية حين تبدأ معاركه الحقيقية، ومن السابق لأوانه الحكم على دور ذلك الفاعل الجديد.. فهل ينجح أوباما، رغم القيود القانونية التى تحظر على البيت الأبيض الخلط بين السياسى والانتخابى، فى تحويل «حركة» أوباما إلى غطاء سياسى يسمح له باتخاذ قرارات جريئة؟.. أما السؤال الأهم على الإطلاق فيتعلق بحركة أوباما نفسها، فهل تنجح الحركة بقواها المختلفة فى الاحتفاظ بدرجة من الاستقلالية تسمح لها بالاختلاف مع أوباما والضغط عليه إذا لزم الأمر، بدلاً من أن تتحول إلى مجرد أداة فى يده يستخدمها لتحقيق أهدافه وردع خصومه؟
| |
|